بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ)(١٧٩)
(وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)(١٧٠).
هنا «الكتاب» هو كتاب الشرعة الربانية أيا كان وأيان ، وكلما كان الكتاب أعلى محتدا وأغلى قدوة ، كان التمسيك به أوجب وأحرى.
والتمسيك الطليق هنا بطليق الكتاب يحلّق على كل تمسيك لواجب الحق الحقيق بالاتباع علميا وعقيديا وأخلاقيا وعمليا وما أشبه.
كما ويحلق على التمسيك به باجتهاد طليق ، أو تقليدا اجتهادي سليم ، أم عوان بينهما لفيق.
إذا ف «الذين» يشمل كافة المكلفين بكتاب الشرعة أن تكون لهم منه حظوة ممسّكة لكل محبور في شرعة الله ، وعن كل محظور فيها.
أجل ، وعلى الورثة المجتهدين أن يجدوا السير في ذلك التمسيك لأنفسهم ولسائر المكلفين ، كما وعلى الورثة التقليدين أن يجيدوا تقليدهم تبنيا للكتاب كأصل أصيل ، سائلين أهل الذكر بالبينات والزبر دون تقليد أعمى وكما يقول الله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) (١٦ : ٤٤) سؤالا بالبينات والزبر المعصومة الخالصة وحيا ، وكما أن أهل الذكر لا أهلية لهم في تلك المسؤولية إلا بالبينات والزبر.
وهنا (أَقامُوا الصَّلاةَ) بعد (يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ) ، إشارة إلى أن الصلاة وجه الدين حينما الدين هو الكتاب وكما يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قوله : «لكل شيء وجه ووجه دينكم الصلاة فلا يشينن