الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(٤٠)
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ)(٣٠).
ذلك في دار الندوة ، مجلس الشورى لصناديد قريش حيث اجتمع فيه أربعون منهم أو يزيدون ، تشاورا في أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) كيف يعالجون موقفه الدعائي ، صدا عن دعاياته المستمرة المتخلخلة المتجلجلة بين الناس بتزايد بالغ يشكل خطرا حاسما على قبيل الإشراك.
وحصيلة الآراء الأولى هي ثالوث (لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ). ثم توافقت على «يقتلوك» ثم النتيجة الحاسمة لذلك التصميم «يخرجوك» حيث نبهه الله بما مكروه من قتلهم إياه فخرج إلى غار الثور وبات علي (عليه السلام) على فراشه ، ثم هاجر (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعد ثلاثة أيام إلى المدينة.
وتلك الهجرة الهاجرة هي منقطعة النظير بين كل بشير ونذير بما فيها من خوارق عادات ، حيث خرج أمام المهاجمين ، آخذا بيده كفا من