(فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)(١١).
فطالما الأخوة في الدين هي التي بين المؤمنين ، فقد تشمل هؤلاء المشركين شريطة التوبة ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكوة كما فصلناها من ذي قبل ، وهي الأخرى بين المؤمنين وأدعيائهم غير المعروف آباءهم : (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ... ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ) (٣٣ : ٥) ثم لا رابع إلّا اليتامى ، ولكنهم لأنهم صغار غير مكلفين لم يصرح لهم بالأخوة في الدين : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) (٢ : ٢٢٠) ولكن نسبتهم إلى المؤمنين في الأخوة قد تجعلهم إخوة في الدين ، ما تتطلبه هذه الأخوة وراء التكاليف الخاصة بالمكلفين ، فعليهم أن يراعوهم بأخوة في الدين ، وليس عليهم أولاء لصغرهم فرض في حقل الأخوة الدينية ، اللهم إلّا ما يفرض على أولياءهم من تأديبهم وتدريبهم على الدين.
وحين تثبت الأخوة في الدين بين المؤمنين ككل (١) وحتى بالنسبة للقاصرين فهلّا تثبت بين فريقي المسلمين شيعة وسنة أماهيه من الفرق ، وهم ككل حاصلون على هذه الثلاثة ، وحتى التاركين منهم للصلاة والزكوة ، المصدقين لهما ، هم غير خارجين عن هذه الأخوة الشاملة ربع الإيمان ، فقد تثبت حرمة اغتيابهم بعضهم بعضا بنص آية الحجرات منضمة إلى هذه الآيات (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) و (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ).
فقيلة حلية اغتياب أهل السنة غيلة على وحدة الأخوة الإسلامية ، وحيلة لوهدتها أعاذنا الله من سوء الفهم والعصبية الجاهلة العمياء! ، فإنما (نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
__________________
(١) في تفسير العياشي جابر عن أبي جعفر (عليهما السلام) (فَإِنْ تابُوا) يعني فإن آمنوا فإخوانكم في الدين. ـ