فحين يصبح المؤمنون الجدد ـ على سوابقهم المزرية ـ ثم الأدعياء غير المعروف آباءهم ، حين يصبح هؤلاء وهؤلاء ومعهم يتاماهم إخوانا لهم في الدين ، أفلا يكون سائر المسلمين إخوانا لنا نحن الشيعة الإمامية ، زعم أن الإيمان فالأخوة الإيمانية تختص بنا ، ويكأن آيات الإسلام والإيمان والأخوة الإيمانية تخاطبنا فحسب دون سوانا؟! وهكذا الغلطة المغلّظة بين جمع من إخواننا السنة حيث يرفضون إخوتنا الإيمانية ، أم ويفضلون اليهود والنصارى علينا!
وهكذا نزغ شيطان الاستعمار والاستحمار بيننا لحد جعلنا شذر مذر ، تاركين لوحدة الاعتصام بحبل الله هابطين لوهدة الانقسام عن حبل الله ، عاملين على بث الخلافات وحثّها فيما بيننا ، وهذه هي بغية أعداءنا لكي يكونوا علينا ـ المتفرقين المفترقين ـ ظاهرين قاهرين!
والقول إن إخواننا فاسقون في عقيدة الدين متجاهرين ، فهم ممن يحل اغتيابهم؟ غول من القول ، حيث الفسق المتجاهر به في حقل حلّ الاغتياب هو الذي يعترف صاحبه بأنه فسق ، ثم لا يبرّر سائر الفسق المستور أن يغتاب فاسد العقيدة فيه ، والأكثرية المطلقة من إخواننا قاصرون وإن كان عن تقصير ، فليسوا هم يعاندون الحق فينكرونه لعنادهم ، بل هم حسب بيئتهم وملابساتهم ظلوا في تلكم العقائد ، وعلى الدعاة إلى الله أن يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادلوهم بالتي هي أحسن.
ولو حلت الغيبة بين فرق المسلمين لفرقت بينهم أكثر مما هم متفرقون ، وهم مأمورون بالوحدة قدر المستطاع ، اعتصاما بحبل الله جميعا دون تفرق وتمزق ، فكيف يجوز اغتيابهم فيما هم غير متجاهرين من فسوق ، أم هم غير مقتنعين أنه فسوق ، فمن شروط الأمر والنهي ثم جواز الاغتياب ، أن يكون الواجب والمحرم واضحين للمأمور والمنهي وضح النهار ، فإن تخلف بعد فأمر أو نهي ، ثم إن أصر وجاهر فإصرار في الحمل على شرعة الله وجهار في عرض مآسيه عله ينتهي.
(وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ