(٢٤ : ٣٤) (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً. رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) (٦٥ : ١١).
إذا فهؤلاء الذين يفصلون بين القرآن وبين حوزته وأمته ، انهم (يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) وهم «الفاسقون» والصادون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ، وهم الظالمون :
ف (لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً) (١١ : ١٩) وهم أولاء في ضلال بعيد : (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (١٤ : ٣) (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) (٢٨ : ٨٧).
أجل ، إن كتمان أن القرآن بيان كتمان للقرآن ، و (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ) (٢ : ١٧٤).
(لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)(١٠).
«أولئك» ١ الذين ليس لهم عهد عند الله ورسوله ٢ (وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا) ٣ (يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ ٤ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ) ٥ (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) ، ٦ (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) ٧ (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ).
هؤلاء الأنكاد البعاد عن كل شؤون الإنسانية ، الحاصلون على هذه الدركات السبع الجهنمية ، كأنهم (هُمُ الْمُعْتَدُونَ) فقط لا سواهم ، حيث ركزت فيهم جذور الاعتداء ، واستأصلت جذور الاهتداء ، فكيف يكون ـ إذا ـ لهم عهد عند الله وعند رسوله؟
وهم على هذه الأوصاف النكدة علّهم لهم منفذ إلى رحمة الله حيث تستقبلهم بشارة الله :