وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ)(٣٠)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ)(٢١).
(أَطِيعُوا اللهَ) فيما يأمركم وينهاكم «ورسوله» فيما يحمل إليكم من طاعة الله (وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ) : عن الله أصالة وعن رسوله رسالة ، فإفراد الضمير قاصد إلى تلك الأصالة أن ليست طاعة الرسول مستقلة أو مشتغلة عن طاعة الله ، (وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) أنباء ما قد سلف من المتولين عن الله ورسوله ، والمطيعين الله ورسوله ، و «تسمعون» أوامر الله تترى في كتابه وعلى لسان رسوله.
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا) كالمنافقين (وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) عقيديا وعمليا ، فإنما يسمعون سمع النفاق دون وفاق ، وكالكفار المستهزئين بما يسمعون : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) (٨ : ٣١) فهم (لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها) (٧ :) ١٧٩) كافرين أو منافقين (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) (٦٧ : ١٠) أم ومؤمنين متخلفين قدر ما هم يشابهونهما في عدم سمعهم لما يسمعون.
فقد تعني (وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) جمعا من المكيين الذين آمنوا أوّل مرة