تستجلب فاروقا بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يفرق بين الحق والباطل في مضطرب الأحوال وتشتت الحال ، ولذلك سماه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيما تواتر عنه «فاروقا» (١) وهكذا «من فارق عليا (عليه السلام) فقد فارق الله» (٢).
ومن غريب الوفق العددي بين «الفرقان» و «بني آدم» أن كلا مذكور سبع مرات في القرآن ، فنعرف مدى الوفق بين بني آدم والفرقان شريطة تقوى الله ، فكلما زادت التقوى زاد صاحبها فرقانا من الله وبرهانا مبينا.
وليس يختص «فرقان» لمن اتقى بحقل القرآن ، بل هو فرقان في كافة الحقول وهذه ميزة ثانية لفرقان الله بطليق مفعوله ، عن مصطلح الفرقان المختص بمعرفة معاني القرآن والسنة.
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٣١) وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٢)
__________________
(١) ملحقات إحقاق الحق ٤ : ٢٦ ـ ٣١ ، ٣٤ ـ ٣٥ ، ٢٨٤ ، ٣٣١ ، ٣٤٥ ، ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ، ٣٨٦ و ٧ : ٣٧٢ و ١٥ : ٢٨٣ ـ ٢٨٦ ، ٢٩٢ ـ ٢٩٤ ، ٣٠٥ ـ ٣٠٨ ، ٤٣١ ، ٣٤١ ـ ٣٤٥ و ٢٠ : ٢٥٩ ـ ٢٦١ ، ٢٦٣ ، ٢٩٨ ، ٣٣٣ ، ٤٥٩ ، ٤٦٦ ، ٤٧٢ ، ٥٠٩ ، ٥٤٦ ـ ٥٤٨.
(٢) المصدر ٤ : ١٣٩ و ٥ : ٢٩١ و ٦ : ٣٩٥ ـ ٤٠٠ و ١٦ : ٦٠١ ـ ٦٠٥ و ٢١ : ٥٤٥ ـ ٥٤٩.