وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)(١٩٨)
هذه الآيات هي قبل صحيح التأمل فيها قد تكون متسرّبا لوثنيات مفتريات على أبينا الأول أول المرسلين المعصومين سلام الله عليهم أجمعين ، لحد يختلق عن خاتم المرسلين (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : «خدعهما مرتين» (١) يعني الشيطان ، فالخدعة الأولى حيث أضلهما في الجنة وجاه الشجرة المنهية ، والثانية لما (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما) كما هنا!!
ذلك رغم أن الله اجتباه بعد ما هبط إلى الأرض ، وكيف يقع اجتباءه على من يشرك به وقد علّمه الأسماء كلها؟! أجهلا بما يشرك ، أم اجتباء لمن يشرك!
فكيف بالإمكان للذي علّم الأسماء كلها ، وقد عرّفه الله الشيطان إذ هما في الجنة ، كيف له أن ينخدع مرة أخرى هي أفضح من الأولى أن يسمي بعض أولاده أسماء شركية؟ فهل ضاقت عليه الأسماء بما رحبت فلم يجد لولده اسما إلّا ما يختاره عدوه المعروف لديه؟
ذلك ، وليس في مسرح هذه الآيات ذكر من الشيطان ، ولو كان هو المقصود من (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) لكان النص «جعلا له شريكا» لوحدة هذا الشيطان ، ثم (ما لا يَخْلُقُ) كان «من لا يخلق» اعتبارا بأن الشيطان من ذوي العقول.
وبعد ذلك كله فضمائر الجمع التي هي هنا بضع وعشرون وفي
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ١٥٥ ـ أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : ولد لآدم ولد فسماه عبد الله فأتاهما إبليس ما سميتما ابنكما هذا؟ قال : عبد الله ، وكان ولد لهما قبل ذلك ولد فسمياه عبد الله فقال إبليس : أتظنان أن الله تارك عبده عند كما والله ليذهبن به كما ذهب بالآخر ولكن أدلكما على اسم يبقى لكما ما بقيتما فسمّياه عبد شمس فسمّياه فذلك قوله تعالى : أيشركون ما لا يخلق شيئا الشمس لا تخلق شيئا إنما هي مخلوقة ، قال وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : خدعهما مرتين.