تَكْسِبُونَ) (١٠ : ٥٢) (فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٣٦ : ٥٤) ومماثل المحدود عاملا وأثرا ليس إلا محدودا ، وإلا فلا مماثلة إذا كان المعصي هو المقياس! بل وجزاء سيئة بعضها او نصفها! (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (٦ : ١٣٨) والاستثناء بالمشية هنا ليس كما في آية البرزخ : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ ... خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) حتى يقال إن خلودها بذاته منقطع! وعلّ هذه المشية هي مشية الرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء حيث تشمل المخلدين في النار تخفيفا عن عذابهم أجمع والآيات النافية للتخفيف إنما تنفيه بعد هذا التخفيف!.
فناء النار بمن في النار :
ومما يؤيد فناء النار أنها من موجبات غضب الله وقد «سبقت رحمته غضبه» «ولذلك» : الرحمة «خلقهم» لا للعذاب ، فالرحمة هي المقصودة في الأصل ، والعذاب ليس إلّا تطبيقا للعدل ، فلو لا أن ترك العذاب للعاصين ترك للعدل بين العباد لما كان العذاب صوابا ، إذا فالرحمة لا محدودة والعذاب محدود.
ثم من الرحمة ما هي مكتوبة وما هي راجحة غير مكتوبة : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) (٧ : ١٥٦) فلتشمل أهل النار فضلا منه حيث وسعت رحمته كل شيء حتى ولو كانت اللانهاية في العذاب حقا عليهم عدلا ، كيف لا وهي ظلم!
وقد يكفي فرقا بين فريقي المسلمين والمجرمين قليل من العذاب ثم الإفناء ، فهلّا يكفي أبد النار كما يستحقونها دون زيادة ولا نقصان :