ينسون او يتناسون عطف الوالدين ، ملتهين بشؤونهم أنفسهم في تبني الحياة الجديدة ، لا سيما إذا شاخ الوالدان وساءت أخلاقهما وصعبت حياتهما وثقلت عليهم حمل أعباءهما ، لذلك فالجيل الناشئ هو المحتاج لقضاء الله ووصيته ، استجاشة لدفائن وجدانهم ليذكروا واجبهم وجاه الجيل الذي أنفق رحيقه كله في انتشائهم حتى أدركه الجفاف.
ولكن هل الوالدان كلهم يعملون واجبات الوالدية التربوية وجاه الأولاد لكي لا يحتاجا الى استجاشة كما الأولاد؟
قد يقال ان المقام هنا لك مقام الإحسان لا واجب التربية ، وإن كان الإحسان يشمل الجانب التربوي إذا كان الولد أقوى تربية وأرقى من الوالدين فالرعاية التربوية واجبة على كل راع وكلكم مسئول عن رعيته الوالدان او الأولاد ام من ذا ، والأقربون اولى ثم من دونهم وكما يستطيع في الشعاع التربوي ولا تعني تلك القضاء وتلكم الوصيات بحق الوالدين إلا الحنان والإحسان في العشرة ، مهما شملت أحيانا التربية.
ولكي يراعي الوالدان ايضا أولادهم فلا يضاروهم ف (لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ...) (٢ : ٢٣٣) إن في رضاعة ام ماذا ، ومن المضارة التقصير في المحبة والتربية ، فالوالدان ـ إذا ـ يؤمران بترك المضارة بأولادهما ، ولكنهما يفوقان الأولاد في واجب الإحسان حنانا واحتراما ، فواجب الإحسان أمر ، وواجب التربية أمر آخر قد يختلطان وقد يفترقان.
يقضي الله تعالى هنا بالإحسان إليهما ، ومن أفضل الإحسان وأوجبه هديهما الى الحق ان خالفاه فسقا ام ضلالا ام ماذا ، فالدعوة الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبة عامة ، ثم وقاية الأهلين خاصة. ثم هي بالنسبة للوالدين أخص ، إذا فهي واجبة بالنسبة لهما في أبعاد ثلاثة.