والحكم عليها ، والعمل وفقها ، إنه دعوة قرآنية صارمة سارية ، ومتى استقام السمع والبصر والفؤاد على هذا المنهج لم يبق بعد مجال للأوهام والخرافات في المعتقدات ، ولا مجال للظنون والشبهات في الأحكام والاقضية والتعاملات ، ولا مجال في العلوم للافتراضات والحدسيات ، حيث يتبنى الإنسان حياته في كل الجهات حياتا علمية دون تحكم للظنيات ، اللهم إلا المسنودة الى علم ، او المستفادة من علم ، فيما لا سبيل الى العلم ، والضرورة قائمة بنفي او إثبات ، كما في موارد الأصول العملية والشهادات ، تداوما في سير عجلة الحياة.
هناك طريقة آفاقية لعلم او ظن ام ماذا ، هي السمع والبصر ، واخرى أنفسية هي الفؤاد ، ففيما تسمع حق وباطل ، وفيما تبصر حق وباطل ، وفيما تعتقد فطريا او فكريا وعقليا وفي الفؤاد حق وباطل ، وبين الحق والباطل أربع أصابع ، فما تسمعه أكثره الباطل وما تبصره اقله الباطل. وما تتفأده فيه حق وباطل ف (لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً).
ان السمع والبصر في تلقيهما ما يتلقيان ، ثم ما يلقى منهما بلسان او قلم او اعتقاد او عمل ام ماذا ، إنهما مسئولان! ف «أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء كان حقا على الله ان يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال» (١) «ومن قفا مؤمنا بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال» (٢) و «من بهت مؤمنة
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٨٢ ـ اخرج الحاكم وصححه ن أبي ذر قال قال رسول الله (ص) ...
(٢) المصدر اخرج ابو داود وابن أبي الدنيا في الصمت عن معاذ بن انس عن النبي (ص) من حمي مؤمنا من منافق بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن قفا.