ترى ولماذا «أولئك» والثلاثة من أعضاء الإنسان؟ ... لأن الفؤاد هو المتن في عقلية الإنسان ، والسمع والبصر هما الإدراكان على عقل ، فهي إذا «أولئك» حيث تجمع مدارك الروح من الإنسان!.
ثم المسؤول هل هو الإنسان يسأل سؤال تأنيب عما يفعله بهذه الأعضاء؟ فيرجع ضمير الغائب «كان» الى الإنسان! : «كان الإنسان عن (أولئك) مسئولا» لماذا استعملها في غير علم؟ ...
ام هو كل من السمع والبصر والفؤاد ، ان كلا منها مسئول عنه فيما فعل ، فالضمير لكل منها على البدل؟ «كان كل عن نفسه مسئولا» ام الضميران راجعان الى الإنسان فالإنسان هو المسؤول عنه في هذه الاخطاء.
«كان» هذه تتحملهما أدبيا ومعنويا ، فقد يسأل الإنسان عنها ما فعله بها (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) وتسأل الأعضاء فتحدّث أخبارها بما تحمّلت وسجّلت الأقوال والأعمال (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ...) (١٧ : ١٣) وكذلك الفؤاد حيث يخبر بما ارتسم فيه من عقائد ، حيث يوقف موقف الاستنطاق فلا حول له عما سجل : (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٤١ : ٢٠) كما الإنسان مسئول عنه في اخطاءه بهذه الثلاث أم ماذا؟.
فالإنسان مسئول عن هذه الأعضاء ومسئول عن نفسه بما فعل بها ، والأعضاء مسئول عنها ، مسئولية كبرى تشمل الإنسان كل الإنسان.
(وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً)(٣٧).
ان المشي في الأرض مرحا اختيال وافتخار فإسراف واستكبار ، فهو