وبراعته ، وبرائته عن كل دسّ ، وانه كتاب الوحي الأخير ، مهما كانت سائر الكتب المقدسة على تحرفها تأتي شاهدة على ذلك بتكلّف أحيانا ودون تكلف أخرى.
داود الملك النبي لا يذكر في مقام تفضيله إلا كتابه الذي يمثل رسالته الروحية ، حيث السلطة الزمنية ليست فضيلة في ذاتها ، وإنما هي فضيلة في معطياتها أن كانت ذريعة للدعوة الى الله وتطبيق شرعة الله وعلى حد تعبير الامام علي (عليه السّلام) حين يتحدّث عن نعله المخصوف الذي كان رقعا كله : «والله لهي أحب إلي من إمرتكم هذه إلا أن أقيم به حقا أو أبطل باطلا»!.
أولوا العزم من الرسل فضّلوا على من سواهم ، كما فضل البعض من أولاء على بعض ، والبعض من هؤلاء على بعض ، وقد فضل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على كافة النبيين وعلى الخلق أجمعين.