وكتاب نوح تلويحا ، وقد يذكر الزبور نصا مع التلويح الى سائر الوحي بما فيه الوحي الى نوح وابراهيم وعيسى (عليهم السلام) كما في النساء ، ويبشرنا البشارة العظمى بوراثة الأرض نقلا عن الزبور بعد الذكر في الأنبياء ، ومن ثم نرى هنا في مقام تفضيل بعض النبيين على بعض يأتي بنموذج من تلك النماذج السامية :
(وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)!
أفلا يدل هذا المثلث البارع من ذكرى الزبور على أهمية كبرى له بين الزبر؟ ترى انه مفضّل على سائر الزبر الفروع ، فلما ذا يفضّل أحيانا على بعض الأصول؟ أقول : علّه لأنه الحفيظ على ما حرّف من الكتب الأصول ، ولحد الآن لا نجد فيه تحريفا ولا تجديفا إلا القليل القليل ، بين الكثير الكثير من التحريف والتجديف الذي حصل في سائر الكتب المقدسة من العهد العتيق والجديد ، مع ما يحوي من المعارف الجمة الإلهية بألطف تعبير وأعطفه ما يأخذ بازمة القلوب.
فالزبور إذا مهيمن على ما حرّف من الكتب الأصول ، وسياج صارم ضد كل تحريف وتجديف على الكتب الأصول ، يشمل على جملة المعارف التي تشمله الكتب المقدسة ، متحللا عن كل دسّ وتحريف او مسّ وتهريف.
لا نجد بين الكتب المقدسة ما يقل فيه التحريف ام ليس فيه كما نجد في الزبور من كتب العهد العتيق وفي إنجيل القديس برنابا الحوارى من كتب العهد الجديد ، وهما يشهدان دون تكلف بيراعة الوحي القرآني
__________________
ـ وفيه (٢٥٧) في الخرايج والجرايح باسناده الى أبي عبد الله (ع) قال : ان الله فضل اولي العزم من الرسل على الأنبياء بالعلم وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول الله (ص) ما لا يعلمون وعلمنا علم رسول الله (ص) فروينا لشيعتنا فمن قبله منهم فهو أفضلهم وأينما نكون فشيعتنا معنا.