بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)(٥٥) :
(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ) منكم وممن سواكم ، يعلم حاضركم ومستقبلكم وغابركم ف (إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ) إن أنتم من أهلها و (إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ) إن أنتم من اهله (ولا تظلمون نقيرا) (وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) أن تجعلهم من أهل الرحمة أو ترحمهم ، فما عليك إلّا البلاغ.
فلا توكل على من سوى الله إلّا على الله لا سواه ، ولا وكيل على عباد الله إلّا الله لا سواه ، فهو الذي يعلم السر وأخفى ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، يعلم مصاير عباده وكل أمورهم بداية وحتى النهاية ، لا فحسب بل : (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وبعلمه يفضل بعضا على بعض (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) في درجاتهم وآياتهم المعجزات وفي كتاباتهم (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) فهو أفضل الكتب السماوية بعد الخمسة لأولي العزم.
يأتي ذكر الزبور هنا وفي النساء (١٦٣) والأنبياء (١٠٥) (١) ولا يأتي ذكر من سائر الكتب الفروع للأنبياء ، ولا من الأصول إلا الاربعة (٢) نصا
__________________
(١) «إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً» (٤ : ١٦٣) «وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ» (٢١ : ١٠٥).
(٢) نور الثقلين ٣ : ١٧٥ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن صالح عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص): ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم مني ، قال علي (ع) : فقلت يا رسول الله (ص) أفأنت أفضل ام جبرائيل؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من ولدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا.