تترى حتى هذه القيامة؟ قد تلمح او تصرح (إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ) انه القبل الأوسع منذ البداية حتى النهاية ، حيث القرى كلها ليست عند قيامة الاماتة حتى يقضي عليها كلها ، وانما ما تبقت منها حيث تلحق ما سبق حتى يتم الهلاك ويطمّ.
فمثلث الاماتة مما لا محيد عنه قبل قيامة الاحياء ، بالنسبة للقرى الحية يوم الدنيا ومن الإهلاكات والعذابات الشديدة الجماهيرية ما يحصل (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ ، يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤٤ : ١١) ويوم (فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ...) (٢١ : ٩٧) (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ، وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) : (١٨ : ٩٩) وكما منها عذابات الاستئصال قبل هذه الأيام ، ام اهلاكات عذابا ودون عذاب!
فكل موتة جماهيرية قبل النفخ في الصور تشملها الآية دون إبقاء لأية قرية أيا كان وأيان!
واما اهل البرزخ فهل هم ممن يموتون عن الحياة البرزخية كما ماتوا من قبل عن الحياة الدنيوية ، للبحث عنه مجال آخر يأتي بطيات آياته كآية الصعقة واضرابها.
(وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)(٥٩).
هل الآيات هنا تعني آيات الرسالات ، أنها منعت في الرسالة الاخيرة أن كذب بها الأوّلون؟ وهذه الرسالة السامية تحمل أخلد الآيات وأبهرها طوال الرسالات! وليس تكذيب آية الرسالة ـ كما هو السنة السيئة من ناكريها ـ بالذي يمنع عن مواصلتها في الرسل تترى ، ولا سيما هامة