الرسالات وجوهرتها الاخيرة!
والآيات الممنوعة للرسالة الأخيرة هنا لا تعني كلّ الآيات ، وإنما التخويفية : (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) واما آيات الرسالة الهادية غير التخويفية فهي لزام الرسالات كلها ولا سيما الاخيرة ، كما نجدها في الذكر الحكيم!
فمهما منع تكذيب الأوّلين الإرسال بتخويفية الآيات التي منها ما هي هامشية موكدة مزيدة على الأصلية لعلهم يرجعون ومنها مستأصلة ، فلا منع عن الإرسال بأصلية الآيات مهما كذب بها الآخرون.
وانه اجابة عما يهرفه المكذبون بالرسالة الأخيرة : لماذا لم يرسل بتلكم الآيات؟ وآية القرآن تمتاز عن سائر الآيات لأنها خالدة دونها ، ومن الآيات الاولى تخويفية دونها.
وترى إذا كان التكذيب بالآيات التخويفية ككل مانعا عن الإرسال بها ، فلتكن مانعة قبل الإرسال بها حيث يعلم الله قبل تكذيبها ، ثم ولا فائدة فيها بعد تكذيبها فلما ذا أرسل بها في الأولين؟.
إنها الآيات التخويفية المقترحة تعنتا كناقة ثمود وأضرابها ، حيث اقترحوها بعد ما تبين لهم الحق بغيرها ، فأرسل الله بها مزيدا في الحجة واستئصالا للأعذار ، فلما كذبوا بها أرسل عليهم عذاب الاستئصال ، وقد طلبها المكذبون في هذه الرسالة السامية (١) فلن يرسل الله بها ، إذ كذب بها الأولون واستأصلوا ، ومزيد الحجة الخالدة موجود في الرسالة الأخيرة ، ولا يريد الله عذاب الاستئصال للامة المرحومة (٢). ولا أن هناك عرض الإيمان
__________________
(١ ، ٢) نور الثقلين ٣ : ١٧٩ ح ٢٧٣ في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) وذلك ان محمدا (ص) سئل قومه ان يأتيهم بآية فنزل جبرائيل فقال : ان الله يقول (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ ـ