فلعمر الله فخر على أصلكم ووقع في حسبكم ودفع في نسبكم واجلب عليكم بخيله وقصد برجله سبيلكم يقتنصونكم بكل مكان ويضربون منكم كل بنان ، لا يمتنعون بحيلة ولا يدفعون بعزيمة في حومة ذل وحلقة ضيق وعرصة موت وجولة بلاء» (١) :
وفي ذلك الأمر الإمر استهانة بمكره ، وإقلال الحفل بخدائعه ، ثم وليس له ـ في الحق ـ خيل ورجل لا نراهما ، فانه خلاف العدل ، وخلاف الواقع الملموس ، فانما كل راكب في معصية الله ، مرّغب فيها سواه هو من خيله وعملائه ، وكل ماش فيها هكذا هو من رجله ، من شياطين الجن والإنس.
(وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) خطوة ثالثة في احتناكهم باحتكاكهم في الأموال والأولاد ، فما ذا تعني مشاركتهم في الأموال والأولاد؟ ومن الأموال والأولاد ما تختص بالشيطان ومنها ما تشترك؟
هذه الشركة تتمثل في الأموال والأولاد التي تحصل بغير حق او تصرف في غير حق ، او يجمع فيها بينهما من باطل الى باطل ، ام تجمّد وتكتنز بباطل.
فأية حالة باطلة في مال او ولد ـ وهما قوام الحياة الإنسانية ـ إنها شركة شيطانية ، اختص بها الشيطان أم شارك فيها ، كما الشرك بالله ، إذ لا يعني ـ فقط ـ ان يعبد الله مع خلقه ، بل وان يعبد خلقه دونه كالكثيرين من المشركين.
إن مثلث التحصيل والصرف والكنز للمال حراما ، تماما او بعضا ، كلّه من شرك الشيطان ، فلشرك الشيطان ـ أيا كان ـ دركات كما لتوحيد
__________________
(١) نهج البلاغة السيد الشريف الرضي عن الامام علي (ع).