(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) أناس الخير الناس يدعون بإمام الخير ، وأناس الشر النسناس يدعون بإمام الشر!
ففي واجهة الخير رسول كل أناس إمامهم ، وخلفائه أئمتهم ، وكتاب شرعتهم إمامهم ، وكتاب اعمالهم إمامهم وكما يروى عن إمام الأئمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «يدعى كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم» (١) وكذلك واجهة الشر ، حيث الإمام هو من يؤتم به إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
فكلّ رسول من اولي العزم الخمس يدعى به اناسه ، وكلّ إمام من خلفاء الرسول (عليهم السلام) يدعى به قرنه كما يدعى الكل برسولهم (٢) ، وكل كتاب من الخمس يدعى به أتباعه ، كما وكل كتاب من كتب الأعمال يدعى به ناسه واناسه وكتاب السقوط والنجاح نتيجة حساب الأعمال.
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٩٤ ـ اخرج ابن مردويه عن علي (ع) قال قال رسول الله (ص) (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : يدعي ... وأخرجه في عيون الأخبار عن الرضا (ع) عنه (ص) ...
(٢) نور الثقلين ٣ : ١٩٠ ح ٣٢٥ في محاسن البرقي ... عن يعقوب بن شعيب قال : قلت لأبي عبد الله (ع) (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فقال : يدعوا كل قرن من هذه الأمة بإمامهم. قلت : فيجيء رسول الله (ص) في قرنه وعلي (ع) في قرنه والحسن في قرنه والحسين في قرنه الذي هلك بين أظهرهم به قال : نعم.
أقول : ولكن قرن الرسول يعم القرون كلها وهم الأمة الاسلامية اجمع كما في ٣٢٩ عن عبد الله بن غالب عن أبي جعفر (ع) قال : لما نزلت هذه الآية (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال المسلمون يا رسول الله (ص) الست امام الناس كلهم أجمعين! قال : فقال رسول الله (ص) انا رسول الله الى الناس أجمعين ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من اهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون وتظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وانا منه برىء.