كما كانت وصدرت ، وكتاب النجاح او السقوط هو حصيلة الحساب في كتاب الأعمال.
فالطاهر يدعى بإمام طاهر والغادر بغادر «يجيء كل غادر بإمام يوم القيامة مايلا شدقه حتى يدخل النار» (١).
وهل الكتاب المؤتى هنا باليمين هو كتاب الأعمال؟ فيقرأه كل بصير وأعمى حجة له او عليه : (اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (١٧ : ١٤)؟ وهنا القراءة لمن يؤتاه بيمينه ، وغيره أعمى لا يستطيع قرائته!.
ام هو كتاب السقوط او النجاح؟ وليقرءه كلّ ساقط وناجح : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ. وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ) (٦٩ : ٢٦) وهنا الأعمى لا يقرء كتابه! او هو يقرء عذابا فوق العذاب.
او هو كتاب شرعته الإلهية حيث توجّب عليه اتباعها (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ) يوم الاخرى كما قرءوه يوم الدنيا فهو هنا بصير كما كان هناك بصيرا ـ (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ) (لدنيا) «أعمى» لم ينظر الى كتاب شرعته ، او نظر وبسر وأدبر واستكبر ، ام اي نظر لم تلحقه عقيدة او عمل (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) لا ينظر الى كتاب شرعته مهما حاول (وَأَضَلُّ سَبِيلاً) إذ كان له في الدنيا أن ينظر ولم ... وليس له هنا ان ينظر ولن (٢) وقد كان له في الدنيا توبة ما دام فيها أن ينظر بعد ما ترك،
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٩٢ ح ٣٣١ ـ الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ...
(٢) المصدر ح ٣٥٨ عن ثواب الأعمال باسناده الى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انه قال : ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله عز وجل يوم القيامة أعمى فيقول : ـ