إنطاقه بما ينطق «لبيك وسعديك :» (١) وان كان هذا من مخلفات مقامه المحمود!
ومهما يكن من شيء فالمقام المحمود الذي عساه يبعث إياه أمر مستقبل تتبناه عصمة الرسالة الاخيرة والولاية العامة الإلهية على كونه دائبا قائم الليل سابح النهار سبحا طويلا.
(وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً)(٨٠).
وسلطانه النصير هو من مقامه المحمود هنا ، كما شفاعته الكبرى من سلطانه النصير هناك! فقد جعل الله له سلطانا نصيرا في الأولى والأخرى!.
تلك دعاء يحتاجها الرسول ولكي يجتث ويحتاج كل عراقيل الدعوة ، يؤمر على طول خط الدعوة الرسالة إدخال صدق وإخراج صدق ، وسلطانا نصيرا حينهما وقبلهما وبعدهما ، دعاء مثلثة الزوايا تجمع مجامع الخيرات لصاحب هذه الرسالة السامية.
فالصدق هنا مطلق دون قيد ، صدقا في العلم والايمان ، وصدقا في
__________________
(١) المصدر اخرج ابن أبي شيبة والنسائي والبزاز وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابو نعيم في الحلية وابن مردوية والبيهقي في البعث والخطيب في المتفق والمفترق عن حذيفة قال يجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا قياما لا تكلم نفس الا باذنه ينادى يا محمد فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليك لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت فهذا المقام المحمود.