وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ)! ثم الشفاء والرحمة حاصلتان للمؤمنين بالايمان ، وغيرهم يحتاجونها حتى يحصل الايمان! والظلم داء عضال فكيف لا يشفيه القرآن.
«المؤمنين» هناك «المتقين» في (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) تعني من يبتغي الايمان أصلا او مزيدا ، ويتقى خلاف الايمان أصلا او مزيدا ، فالكافر أيا كان ـ إذا فتش عن الايمان ، وكفره قصور وشك مقدس ولمّا يصل الى برهان الايمان ـ هو هنا من «المؤمنين» فإنه : (هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٧ : ٢٠٣).
واما المتعنت المتعمد في كفره وظلمه فهو الظالم الذي لا يزيده القرآن إلّا خسارا ، وان كان منسلكا في سلك المسلمين كالمنافقين ، ام والمؤمنين الضعفاء (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١٢ : ١٠٦)
فالقرآن هو منبع الشفاء والرحمة بجاذب الإيمان ممن نظفت فطرته ولطفت سريرته ، وان لم يصل قبل الإمعان في القرآن الى واقع الايمان.
والظالم نفسه والظالم آيات ربه ، الذي غربت فطرته لا يزيده هذا القرآن إلّا خسارا (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) (٣ : ١٠)
ليست الشفاء إلّا عن مرض أيا كان في الروح ام في البدن ، ولا الرحمة إلّا مزيد قوة بعد نقاهة ، وليستا إلّا للذين يؤمنون : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ) (٤١ : ٤٤) مهما خوطب بهما الناس أجمعون (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (١٠ : ٥٧) فالشفاء هنا وهناك هي الشفاء ، تخلية عن الأمراض ، والرحمة هي الموعظة والهدى تحلية وتجلية للأرواح ، وهي مزيد سلامة للأبدان!
إن القرآن شفاء ورحمة لحد سمي شفاء ورحمة ، شفاء في مثلث الآيات