ورحمة في عشرات : (وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٧ : ٥٢) (هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٧ : ٢٠٣) (وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (١٢ : ١١١)
ف «يؤمنون» هنا وهناك تلمح الى معنى «المؤمنين» في آية الشفاء والرحمة ، كما بيناه.
فهو «شفاء» عن أمراض الفطرة والعقل ، ومضايق الصدر وعمى القلب ، عن ظلمات الأفكار ام ماذا؟ وعن أمراض الأبدان ما كان لها شفاء (١) لمن دخل مستشفى القرآن ، فانه «الشفاء الأشفى» ... «من استشفى به شفاه الله» (٢) «شفاء لا تخشى اسقامه» (٣) : «شفاء» ومن ثم «رحمة» ف «إنه هدى من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم» (٤).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣١٣ ح ٤١٥ طب الائمة قال ابو عبد الله (عليه السلام) ما اشتكى احد من المؤمنين شكاية قط وقال بإخلاص نية ومسح موضع العلة (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) الا عوفي من تلك العلة اية علة كانت ومصداق ذلك في الآية حيث يقول (شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) وباسناده الى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : يا بن سنان لا بأس بالرقية والعوذة والنشرة إذا كانت من القرآن ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شيء ابلغ في هذه الأشياء من القرآن أليس الله يقول : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).
(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٦٠٠ عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في خطبة مفصلة حول القرآن راجع ج ٣٠ المقدمة من الفرقان.
(٣ ، ٤). نهج البلاغة الخطبة ١٩٣ ص ٢٠٢ ـ راجع مقدمة الفرقان ج ٣٠.