«قل» يا رسول الهدى «كل» من المؤمن والظالم (يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) متبنيا كلما يعمله من عمل الايمان واللّاإيمان على شاكلته الخاصة به «فربكم» : أنتم العاملون ، الخالق المدبر لكم (أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً) حيث الرب يعلم عمل المربوب بشاكلته!
ترى وما هي شاكلة كل عامل يتبناها في عمله تقوى او طغوى؟ مع العلم انها ليست الشاكلة الصورية؟ الشاكلة صفة لموصوف محذوف فهل هي فطرته؟ وهي لا تختلف فيمن فطر عليها! ولا تتخلف عما هي عليها!
ولا تتبعها الأعمال إلّا لمن لم يحجب عنها! ثم ولا تكفي حكما لكل صغيرة وكبيرة ، فان لها احكاما عامة يشترك فيها كل المفطورين عليها! ام هي العقلية والفكرة؟ وهما على اختلافهما بين العاملين ، لا تكفيان تبنيا للأعمال ، فكثير هؤلاء الذين يعملون اعمالا خلاف فكرهم وعقلياتهم!
ام هي مطلق العقيدة التي تتبناها العقلية والفكرة؟ ورب معتقد بشيء يخالفه في قوله او عمله ام فيهما؟!
ام هي النية التي تتبنى العقيدة ، ان صالحة فصالحة وإن طالحة فطالحة؟ وكأنها هي «فالنية هي العمل» حيث العامل الأخير لكل عمل هو النية التي تستتبع الإرادة ثم العمل!
ثم ترى النية الحاصلة من عقيدة وهي حصيلة العقلية والفكرة ، هل تنتهي الى سجية علينية او سجينية هي لزام كل انسان ، إذا فهل الشاكلة الأصلية لكل عامل ، والنية وعواملها هي كلها حصيلة تلك السجية ، دون تدخل لإرادة العامل؟ وهو جبر في الأعمال التكليفية ويخالف العقل والنقل وحديث «الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من سعد في بطن امه» مفسرا بعلم الله ، فانه يعلم من سوف يشقى ويسعد وهو في بطن امه ،