فليست السجية المسيّرة هي الشاكلة ، وإنما النية الميسرة وهي حصيلة شاكلة العقيدة الحاصلة عن العقلية والفكرة ، فان ابتدأت هذه من الفطرة غير المحجوبة وتمشت مع الوحي أنتجت الأعمال الصالحة ، وإن تخلّفت بداية في سيرها أنتجت الطالحة ، وإن كانت بين ذلك عوانا خلطت عملا صالحا وآخر سيئا.
فالنية الصالحة هي التي تنبع من الايمان وتوافق سنة الله كما يروى : «لا قول إلا بعمل ولا قول ولا عمل إلا بالنية ولا قول ولا عمل ولا نية إلا باصابة السنة» (١).
فنية كل إنسان على جذورها وفروعها هي شاكلة الإنسان وماهيته حيث تشاكل عمله ويشاكلها عمله ، فانها حصيلة فعلية لطاقاته الروحية كلها ، إذا فالإنسان هو النية كما
«ان النية هي العمل» (٢) ف «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» وقد عبرت عنها بالشاكلة لكي تشملها وكل ما تتبناه النية وتتبناها في العمل.
ولان النية هي النبعة الأصلية فالحق يقال «نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله» فللإنسان سبيلان سبيل الهدى وسبيل الردى (فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً) : شاكلة ، فالسبيل هي الطريقة الشاكلة هدى أو ضلالة ، وما العمل إلّا صورة بينّة عن سيرة وسريرة خفية ، وهي هي الصورة الانسانية او البهيمية! كما النية هي شاكلة العمل.
__________________
(١) الكافي باسناده الى الامام الصادق (عليه السلام).
(٢) نور الثقلين ٣ : ٢١٤ ح ٢١٧ في اصول الكافي باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : النية أفضل من العمل ألا وان النية هي العمل ثم تلا قوله عز وجل : «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ». يعني على نيته.