وروح الوحي أيا كان : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) (٤٠ : ١٥) (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) (١٦ : ٢) من كتاب سماوي وروح قدسي وقد يخص روح القرآن والروح القدسي لرسول القرآن : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) (٤٢ : ٥٢) ام روح القدس بوجه عام : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ ...) (١٠٢ : ١٦) (وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (٢ : ٨٧) والروح المتنزل مع الملائكة ليلة القدر والقائم والعارج معهم يوم القيامة : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ...) (٩٧ : ٤) (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ ...) (٧٨ : ٣٨) (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ...) (٧٠ : ٤).
فالروح ـ إذا ـ هو ما به حياة انسانية ـ ايمانية ـ حياة الوحي والروح القدسي ، ام حياة منفصلة كالروح الأمين والروح زعيم الملائكة ، فالروح القدسي والوحي هما روح الأرواح المتصلة كما الأخيران همان روح الأرواح المنفصلة ، مهما كان قبل الخمسة روح النبات وروح الحيوان.
وآية الروح ـ هذه ـ أعم آياتها تجردا عن قيود ، وأهمها جوابا عن كيانه أيا كان ، فهي الآية الأم دلالة ومدلولا ، وإن كان الروح القدسي وروح القرآن هما القدر المعلوم المتيقن هنا حيث احتفت ب (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ...) و : (لَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ)! ولكنه لا يخص روح القرآن حيث الفصيح إذا «عن روح القرآن ـ او عن وحي القرآن» وإنما عناه كما عنى سائر الأرواح من نباتية وإلى قدسية في القمة ، متصلة ومنفصلة!
(وَيَسْئَلُونَكَ) المضارع ، رغم مضي السؤال تلمح بالاسئلة المستقبلة