فالتجرد المطلق للروح هرطقة مطلقة ، ان تكون مجردة الذات ولادة او بقاء ومجردة التعلق ، كذلك وان الروح هي الهيكل الجسماني او الدم ام ماذا مما يرى ، ويتلوها تجرده في كونه وتعلقه في كيانه ، بل هو طاقة عاقلة متسللة عن البدن ، يدبر البدن ولا يعيش إلّا في بدن أيا كان من الثلاثة ، اللهم إلّا أرواح عالية لا تحتاج الى بدن إلّا تجربة وامتحانا.
و (الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) بيان لكيان الروح أنه من فعل الله وإرادته في كلمة التكوين «كن» فهو حادث دون تجرد مطلق ، وأما ما هي حقيقته وملكوته فلا جواب إلّا انه «من الملكوت» فليس الروح إذا تجردي الحدوث والبقاء ، ولا مادي الحدوث تجردي البقاء ولا عكسه بل هو مادي
__________________
ـ علي وسلمان الفارسي وامير المؤمنين (عليه السلام) شك على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على امير المؤمنين (عليه السلام) فرد عليه السلام فجلس ثم قال : يا امير المؤمنين (عليه السلام)! اسألك مسائل الى ان قال في جواب السؤال : اخبرني عن الرجل إذا نام اين تذهب روحه ـ والمكلف في الجواب الحسن (عليه السلام) : اما ما سألت عنه من امر الإنسان إذا نام اين تذهب روحه؟ فان روحه معلقة بالريح والريح معلقة في الهوى الى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإذا اذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهوى فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها وان لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهوى الريح وجذبت الروح فلم ترد الى صاحبها إلّا الى وقت ما يبعث ...».
وفي الاحتجاج للطبرسي عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل : فاخبرني ما جوهر الريح؟ قال : الريح هواء إذا تحرك سمي ريحا فإذا سكن سمي هواء وبه قوام الدنيا ولو كفت الريح ثلاثة ايام لفسد كل شيء على وجه الأرض ونتن وذلك ان الريح بمنزلة المروحة تذب وتدفع الفساد عن كل شيء وتطيبه فهي بمنزلة الروح إذا خرج عن البدن نتن وتغير تبارك الله احسن الخالقين».