هنا ملك وهنا لك ملكوت ، والملك هو الظاهر من كل شيء ، والملكوت هي حقيقة ملكه وتعلقه بالله وهي كلمة «كن» التكوينية ، فكما ان لكل شيء ملكا كذلك له ملكوت ، ملكه ظاهر وملكوته باطن :
او ان الكون ينقسم الى ملك هو الظاهر كالجسم ، والى ملكوت هو الباطن كالروح.
ام ان المعنيين هما معنيان فالروح من عالم الملكوت أيا كان ، ولها ملكوت هو حقيقة التعلق بالله.
وهنا (الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) تفسير «من روحي» في آياتها (١) أن «من» هنا لك نشوية لا جنسية ، فليست الروح جزء من ذات الرب ولا متولدة منها إذ ليس للرب روح وجسم حتى يكون الروح من روحه ، وانما (مِنْ أَمْرِ رَبِّي) : فعله وإنشاءه!
هذا روح الإنسان ومن ثم روح الايمان (٢) فإن كتبه وتأييده من الله مهما
__________________
(١) (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) (٣٢ : ٩) (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) (٣٨ : ٧٢) و (١٥ : ٢٩) (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) (٤ : ١٧١). فالروح أيا كان هو من امر الرب وليس من ذاته.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٢١٦ و ٤٢٦ تفسير العياشي حمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام) عن قوله (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) قالا : ان الله تبارك وتعالى احد صمد والصمد الشيء الذي ليس له جوف ، فانما الروح خلق من خلقه بصر وقوة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل.
وفيه عن اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) قال : خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع احد ممن مضى غير محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو مع الائمة يسددهم وليس كلما طلب وجد.