كانت عقيدته وعمله في البداية من الإنسان : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٥١ : ٢٢).
كذلك وروح العصمة القدسية (١) وروح الوحي : «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا (٤٢ : ٥٢) (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) (١٦ : ٢) (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) (٤٠ : ١٥) (٢).
وكذلك الروح الأمين (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (٢٦ : ١٩٤) وهو روح القدس (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ (١٠٢ : ١٦) (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) (١٩ : ١٧) ومن ثم «الروح» زعيم الملائكة وليس منهم : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (٩٧ : ١٤) (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) (٧٨ : ٣٧) (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) (٧٠ : ٤). وكل هذه (مِنْ أَمْرِ رَبِّي).
ففي وحي الرسالة المحمدية يتنزل الروح الأمين من أمر الله بأمر الله ، وعلى روح الرسول الأمين من أمر الله بأمر الله ، بالروح القدسي الرسالي من أمر الله بأمر الله ، وبالروح الوحي القرآني من أمر الله بأمر الله ، أرواح اربع كلها «من امر ربي وبأمر ربي» كونا وكيانا ونزولا ونازلا ومنزلا :
__________________
(١) نفس المصدر السابق.
(٢) راجع لتفصيل آخر عن الروحين وسواهما الى سورة الشورى عند الآية «وَكَذلِكَ. أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا» وكذلك سورة القدر.