آياته ، باهرة في بيناته ، دون حاجة ضرورية الى غيرها وهم يطالبون الرسول غيرها وهو دونها خلوا من الخلود في حجتها ، ام خلوا من حجة :
(وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) (٨٩).
التصريف هو التكرار والمثل هو مواصفة المقصود بما يمثله ويقرّبه من الأفهام ، والله يكرر الأمثال في ضربها دون تضارب ، يضرب الأمثال تصريفا لمزيد الانتباه ، دون إبقاء على مثل لتمثيل الحق المرام تقريبا للأفهام إلّا وهو ضاربها مصرّفا إياها (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) : كفرانا بالأمثال وكفرا بالممثلات (وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً)! والاكثرية الكفور في مثلث الكفران بعد ايمان في ترك من شروط الايمان ، ام نكران بعد ايقان (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) وهو اعمق الكفر ، أم تباعد عن ايات الايمان كمن (جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ) كيلا يثبت لهم الحق مخافة ان يؤمنوا به وهو أحمق الكفر (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ) عن اتجاه الى الحقائق القرآنية بأمثالها «إلا كفورا» في زاوية من هذه الثلاث :
هكذا قصّروا في إدراكهم فقصرت عن التطلع الى آفاق الاعجاز القرآنية تعندا وتعنتا. فأخذوا يتطلبون خوارق مادية في حسبانهم ، متعنتين في اقتراحاتهم بكل طفولة ما لا يعنيهم. ام ويغويهم ، او يتبجحون في ذات الألوهية دون ادب ولا تحرج ، لم ينفعهم او يكفهم تصريف القرآن من كل الأمثال ـ :
(وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (٩٢). أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ