(وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) (٩٠).
باب اولى من سبعهم «تفجير ينبوع لهم من الأرض» ... و «لن» تصريحة قاطعة منهم ان ايمانهم للرسول مستحيل على ضوء القرآن العظيم وهو الشهيد الكافي إلهيا على رسالته ، فاستحالة الايمان على هذه الأضواء والبصائر الكافية لمتحري الحق تحيله في تحقيق متطلباتهم لو أمكنت وصلحت اكثر من بصائر القرآن!
فلو ان الشمس لا تضيء لهم عن ظلماتهم ، فهل ان القمر وأخفى منه نورا او ما لا نور له ، هل ان هذه تضيء لهم؟
انهم في قولة «لن» أحالوا ايمانهم له على اية حال ، فلو لم يكن في متطلباتهم محال ، ام استجيبوا في التي تمكن على اية حال ، ما كانوا ليؤمنوا كما بدأوا به المقال (وَقالُوا لَنْ ...)!
إذا فإجابتهم في هذه السبع غلطة رسالية فيما أمكنت ، إغراء بجهلهم في غير الخارقة المعجزة ، وإبقاء على كفرهم في إجابة الخارقة حيث هي ادنى من معجزة القرآن التي أحالوا ايمانهم على ضوءه ... ومن ثم يبقى المستحيل رادعا عن ايمانهم حيث الإجابة فيه مستحيلة ، حتى ولو استجيبوا في ممكناته خارقة وغير خارقة.
إذا فهذه السبع في مجموعاتها هرطقات هراء وربنا في رسالته منها براء! حيث تركوا وتغافلوا عن آماد بعيدة من معجزة القرآن الخالدة ، واخلدوا الى أهوائهم المتطفلة الباردة الماردة ، طلبا لآجن ماجن (١) بعد ما أضاء عليهم معجز ماكن.
__________________
(١). فانك اقترحت على محمد رسول الله أشياء : منها ما لو جاءك به لم يكن برهانا لنبوته ورسول الله يرتفع من ان يغتنم جهل الجاهلين ويحتج عليهم بما لا حجة فيه. ومنها ما لو جاءك به لكان معه هلاكك. وانما يوفى بالحجج والبراهين ليلزم عباد الله الايمان بها لا ـ