تفجر الأرض بهذه المياه؟ و «لن» البادئة في هذه الاقتراحات تحيل الايمان ولو فجرت الأرض كما تطلبون ، حيث أحلتم الايمان بالقرآن لنبي القرآن وهو أهم المعجزات وأتمها!.
ان التفجر الأول من فعلي ولا حجة فيه ، والثاني من فعل ربي ولا تؤمنون به حيث «لن» فيه ، أحرى منها في حجة القرآن ألّا تصدّقوها!
٢ (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً)(٩١).
فان كان كالأول فكالاول ، او كالثاني فكالثاني! ... «او ليس لأصحابك ولك جنان من نخيل وعنب بالطائف فتأكلون وتطعمون منها وتفجرون الأنهار خلالها تفجيرا؟ أفصرتم أنبياء بهذا؟ لا! فما بال اقتراحكم على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أشياء لو كانت كما تقترحون لما دلت على صدقه ، بل لو تعاطاها لدل تعاطيها على كذبه لأنه يحتج بما لا حجة فيه ويختدع الضعفاء عن عقولهم وأديانهم ، ورسول رب العالمين يجل ويرتفع عن هذا! (١).
٣ (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً) ... في قوله (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ) (ان في سقوط السماء عليكم هلاككم وموتكم ، فانما تريد بهذا من رسول الله ان تهلك ورسول رب العالمين أرحم من ذلك ، لا يهلكك ولكنه يقيم عليك حجج الله ، وليس حجج الله لنبيه وحده على حسب اقتراح عباده لأن العباد جهال بما يجوز من الصلاح وما لا يجوز منه ومن الفساد ، وقد يختلف اقتراحهم ويتضاد حتى يستحيل وقوعه والله لا يجيء تدبيره على ما يلزمه بالمحال ..
وهل رأيت يا عبد الله طبيبا كان دوائه للمرضى على حسب اقتراحهم وانما
__________________
(١). من حججه (ص) في نفس المناظرة.