يفعل به ما يعلم صلاحه فيه ، أحبه العليل او كرهه ، فأنتم المرضى والله طبيبكم فان أنفذتم لدواءه شفاكم وإن تمردتم أسقمكم ـ.
وبعد فمتى رأيت يا عبد الله مدعي حق من قبل رجل أوجب عليه حاكم من حكامهم فيما مضى بيّنه على دعواه على حسب اقتراح المدعى عليه؟ إذا ما كانت تثبت لأحد على احد دعوى ولا حق ، ولا كان بين ظالم ومظلوم ولا بين صادق وكاذب فرق ـ
٤ (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً)(٩٢) يقابلوننا ونعاينهم! فان هذا من المحال الذي لا خفاء به ، لأن ربنا عز وجل ليس كالمخلوقين يجيء ويذهب ويتحرك ويقابل حتى يؤتى به ، فقد سألتم بهذا المحال الذي دعوتم اليه صفة أصنامكم الضعيفة المنقوصة التي لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنكم شيئا ولا عن احد ـ
يا عبد الله! او ليس لك ضياع وجنان بالطائف وعقار بمكة وقوّام عليها؟ بلى! أفتشاهد جميع أحوالها بنفسك او بسفراء بينك وبين معامليك؟ بسفراء! أرأيت لو قال معاملوك وأكرتك وخدمك لسفرائك لا نصدقكم في هذه السفارة إلّا ان تأتوا بعبد الله بن أبي امية نشاهده فنسمع منه ما تقولون عنه شفاها كنت تسوّغهم هذا؟ او كان يجوز لهم عند ذلك؟ لا! ـ فما الذي يجب على سفرائك؟ أليس ان يأتوهم عنك بعلامة صحيحة تدلهم على صدقهم يجب عليهم ان يصدقهم؟ بلى! ـ أرأيت سفيرك لو انه لمّا سمع منهم عاد إليك وقال : قم معي فإنهم اقترحوا عليّ مجيئك معي أيكون لك ان تقول له : انما أنت رسول مبشر وآمر؟ بلى!
فكيف صرت تقترح على رسول رب العالمين ما لا تسوّغ لأكرتك ومعامليك ان يقترحوه على رسولك إليهم ، وكيف أردت من رسول رب العالمين ان يستندم الى ربه بان يأمر عليه وينهى وأنت لا تسوغ مثل هذا