خشوع الجارح كما الخشوع يختص بالجانح!.
(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)(١١٠)
(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٧ : ١٨٠) (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٢٠ : ٨) (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٥٩ : ٢٤).
آيات اربع في سائر القرآن ان لله تعالى الأسماء الحسنى فادعوه بها لا سواه ، فهناك اسماء سيئة تختلق (١) واخرى حسنة تخلط بين صالح وسواه (٢) لا تناسب أيّ من هذه او تلك الساحة المقدسة الإلهية (فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ). (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) حيث يصفونه بالحسنى التي وصف بها.
وقد يلوح من (أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) أن أناسا كانوا معترضين على دعوة الرحمن كأنه غير الله فهذه ثنوية تنافي دين التوحيد وكما يروى ان الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صلى بمكة ذات يوم فدعى الله فقال في دعائه «يا الله يا رحمن» فقال المشركون انظروا الى هذا الصابئ ينهانا ان ندعو إلهين؟ وهو يدعو إلهين؟ فانزل الله (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) الآية» وكان رجل باليمين يسمى رحمن (٣).
__________________
(١) كالأسماء الخاصة بالمخلوقين مثل الآكل. الذاهب ، الماشي ، الخائف ، الراجي أما ذا؟
(٢) كالأسماء التي تجمع بين اللائق بذاته وغير اللائق ك «الواجب الوجود». الوجود المطلق مقابل الوجود المحدود حين يعنى منهما سنخ واحد في اعتقاد وحدة حقيقة الوجود.
(٣) الدر المنثور ٤ : ٣٠٦ ـ اخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : صلى ـ