ان هؤلاء الحماقى خيل إليهم بطبيعتهم الشركية ان عدد الاسم دليل لعديد المسمى ، على غفلة ان اسماء الله تعالى هي تحبيرات اللغات وتعبيرات شتى عن صفاته الذاتية والفعلية دون تعديد في الذات او في حقيقة صفات الذات ، او الذات وهذه الصفات ، فانما هذه الأسماء الحسنى التي تناسب ساحة الالوهية تعبيرات حسنى عن ذات واحدة بحقيقة الوحدانية.
والاسم ـ أيا كان ـ ما يدل على مسمى ، فهو إذا غير المسمى ، سواء أكان لفظيا كأسماء الله الحسنى التي ندعوه بها ، ام عينيا كسائر الكون فانها بذواتها تدل على خالقها ، ام وخصوص الأولياء المكرمين ولا سيما اهل بيت الرسالة المحمدية (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإنهم من اسماء الله الحسنى ندعوه بها ، ثم لا يكون لعديد الأسماء اللفظية عديد من معان في ذات الله ، اللهم إلّا اسماء الأفعال الدالة على عديد الأفعال ، وهي حادثة بارادة الله تعالى ، منفصلة عن ذاته وليست في ذاته او عينها. واما اسماء الصفات الذاتية كالعلم والحياة والقدرة فهي تدل على حقيقة واحدة مجردة عن اي تركب دون حقائق هي عين الذات او عارضة على الذات! وهذه الثلاثة اركان لسائر أسمائه الحسنى (١).
__________________
ـ رسول الله (ص) ... وفيه اخرج ابن جرير عن مكحول ان النبي (ص) كان يتهجد بمكة ذات ليلة يقول في سجوده يا رحمن يا رحيم فسمعه رجل من المشركين فلما أصبح قال لأصحابه انظروا ما قال ابن أبي كبشة يزعم الليلة الرحمن الذي باليمن وكان باليمن رجل يقال له رحمن فنزلت الآية.
(١) نور الثقلين ٣ : ٢٣٣ ح ٢٧١ عن الكافي باسناده عن أبي عبد الله (ع) قال : ان الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير مصوت وباللفظ غير منطبق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ منفي عنه الأقطار ، مبعد عنه الحدود ، محجوب عنه حس كل متوهم ، مستتر غير مستور ، فجعله كلمة تامة على اربعة اجزاء معا ليس ـ