بما وصف به نفسه ، فأمثال العلة والواجب وأضرابهما من اسماء فلسفية أمّا هيه؟ من اسماء غير مقتبسة من مشكاة الوحي كلها اسماء إلحادية مهما اختلفت دركاتها!
ولسنا نعرف من أسمائه معاني ايجابية كالتي نألفها ونعرفها لأنه باين عن خلقه وخلقه باين منه ، وانما نعني نفي مقابلاتها وهو تسبيح بالحمد فلا الحمد والتوصيف فقط ، ولا التسبيح فقط ، وانما تسبيح بالحمد يعني نفي المقابلات للصفات الثبوتية ، وإذا فالصفات الإلهية كلها سلبية مهما اختلفت سلبية سالبة عن سلبية موجبة في تحبير اللغات.
(... وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً).
الجهر والإخفات وصفان متضايفان ، أترى بعدهما مطلقا منهيان ، والنتيجة ألّا تصلي أصلا ، حيث القراءة لا تخلوا عن جهر ما أو إخفاف! ام المنهي عنه من الجهر أعلاه ومن الإخفات أدناه؟ وهذا هو السبيل الوسط المأمور به (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)! فلا سبيل وسطا في قراءة الصلاة إلّا عوانا بين عالي الجهر وداني الإخفات.
فالجهر المأمور به في جهرية الصلوات ، والإخفات المأمور به في إخفاتيتها هما في السبيل الوسط ، جهر دون العال وإخفات فوق الدان ، فقد يخفت لحدّ لا يسمع نفسه بأدنى اذن؟ فلا! او يجهر لحد يسمع البعيدين عنه في أعلى الجهر؟ فكذلك لا (١) ، بل (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) و «المخافتة ما دون سمعك والجهر ان ترفع صوتك شديدا»(٢).
ولماذا الجهر العال في صلاتك؟ ألتسمع ربك؟ وهو اقرب إليك من
__________________
(١) العياشي عن سليمان عن أبي عبد الله (ع) في الآية قال : الجهر بها رفع الصوت والمخافتة ما لم تسمع اذناك.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٢٣٣ ح ٤٧٦ في الكافي عن سماعه قال سألته عن قوله الله عز وجل «وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها» قال ....