حبل الوريد : و (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) ام تسمع المؤمنين معك؟ فلا عليك إلّا السبيل الوسط (١). ام ولتسمع الكافرين؟ وهم بسماعهم أو استماعهم يؤذونك! (٢).
ثم ولماذا الإخفات الدان ، لحد تحرم نفسك عن سماعه ، واقل السماع في صلاتك ان تسمع نفسك ، ام تحرم الذين معك؟ فلما ذا وهم في صلاتك صامتون لا يقرءون ، أفحرمانا لهم عن قراءتهم وعن قراءتك؟ ، ف (ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) وإن كانت تختلف السبيل في جهريتها وأقلها إسماع من بجنبك ، وفي إخفاتها فلتسمع فيه نفسك دون جوهرية لصوتك لتسمع ، وانما همس سمعه غيرك ام لم يسمع ، وكما ثبت في السنة المقدسة الاسلامية.
وترى ان الحكمة في ترك الجهر العال هي فقط التقية عن أذى
__________________
(١) المصدر ح ٤٧٧ القمي عن عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله (ع) : أعلى الامام ان يسمع من خلفه ، وان كثروا؟ قال : ليقرء قراءة وسطا يقول الله تبارك وتعالى : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها).
(٢) تظافرت الرواية عن طريق الفريقين انه «كان رسول الله (ص) إذا كان بمكة جهر بصوته فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه فأنزلت هذه الآية «نور الثقلين عن العياشي عن أبي جعفر وابن عبد الله (ع).
وفي الدر المنثور ٤ : ٢٠٦ ـ اخرج سعيد بن منصور واحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حابن وابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس في الآية قال : نزلت ورسول الله (ص) بمكة متوار فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن. ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه (ص): (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ...) أي بقرائتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ، ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك وابتغ بين ذلك سبيلا» يقول : بين الجهر والمخافتة واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان النبي (ص) يجهر بالقراءة بمكة فيؤذي فانزل الله (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ).