ثم «المتحرز فيها» تحرز الحفاظ على كيانه من بأس الثورة الإسلامية وتحرز الفرار عن بأس البعث الصدامي ، علّها عديد من دويلات الخليج وأضرابها التي هي ويلات على الإسلام ، والمتحرزين فيها من شيوخ الخليج وملوكها إلا شذرا حيث يقدمون بالعدّة والعدّة ، تقوية لمطلق الكفر أمام مطلق الإسلام.
«فكم عندها من رافعة ذيلها» فتن جزئية هامشية عند الفتنة الأم ، ترفع ذيلها فرارا دون قرار لتنجوا من بأسها وبؤسها ولات حين فرار إذ : «يدعو بويلها» : الفتنة الأم وذرياتها «دجلة أو حولها» فدجلة «بغداد» عاصمة الفتنة الزوراء «أو حولها» من بلاد عراقية ثم دويلات من الخليج «يدعو بويلها» إذ ينادي بكافة وسائل النداء الإعلام مستصرخة مستغيثة قوات الكفر اجمع ف «لا مأوى يكنها ولا أحد يرحمها» حتى لا يبقى كن ولا راحم من جنود الشيطان لهذه الفتنة الا مخذولة مرذولة ، حيث (عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) فلا تبقى لهم باقية ، فهنا لك تتم الدولة الإسلامية مسيطرة على دويلات الكفر في ويلات لها وويلات.
ثم يستدير الفلك برد الكرة عليهم فاستضعاف هذه الدولة الكريمة ردحا من الزمن ، فيجيء وعد الآخرة ليسوءوا وجوههم :
«فإذا استدار الفلك» وأصبح الياس بالشدة جارفا لحد : «قلتم مات» صاحب الأمر «أو هلك باي واد سلك» وإذا هو موجود هنا وقريب منا فكيف لا ينصرنا «فعند ذلك توقعوا الفرج» : النهائي الدائب ، بعد الفرج البدائي الذاهب ... (١).
__________________
(١) أقول : قد رويت هذه الخطبة بصورة اخرى كما في البحار ٥٢ : ٢٧٢ ج ١٦٧ ـ وباسناده عن إسحاق يرفعه الى الأصبغ بن نباتة قال سمعت امير المؤمنين (عليه السلام) يقول للناس : سلوني قبل ان تفقدوني لأني بطرق السماء اعلم من العلماء وبطرق ـ