ـ للمتقين (١) وهم أولاء بتاسيسهم دولة الحق بزعامة نائب المهدي (عليه السلام) الخميني يعبّدون الطريق لدولته المباركة العالمية التي تبقى مع الزمن حتى القيامة الكبرى.
وقد تعنى معناه خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) حيث يقول فيها :
«لا بد من رحى تطحن فإذا قامت على قطبها ، وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبدا عسفا : (عنيفا) خاملا أصله ، يكون النصر معه ، أصحابه الطويلة شعورهم ، واصحاب السبال ، سود ثيابهم ، اصحاب رايات سود ، ويل لمن ناواهم يقتلونهم هرجا ، والله لكأني انظر إليهم والى أفعالهم ، وما يلقى من الفجار منهم والاعراب الجفاة ، يسلطهم الله عليهم بلا رحمة ، فيقتلونهم هر جا على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية جزاء بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد» (٢).
والعبد العسف : العنيف ضد الظلم الخامل أصله علّه هو نائب الإمام الخميني حيث كان خاملا طول عمره ، وبدا اشتهاره وبدء منذ قيامه ، وأصحابه الطويلة شعورهم اصحاب السبال كما نرى الكثير من الانقلابيين معه كذلك ... ولعل الرايات السود هي التي ترتفع عند موته او استشهاده حيث يرفعها أصحابه وينتصرون في حربهم ضد الكفر حتى يحققوا امر الله (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً)!
وقد يعنيه ما يروى عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ... انا اهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وان أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون
__________________
(١) العاقبة في هذه الآية صفة لمحذوف هي الحياة او الدولة ، تعني الحياة او الدولة الاخيرة في عالم التكليف للمتقين ، وليست الحياة الآخرة فحسب وان كانت منها :
(٢) البحار ٥٢ : ٢٣٢.