نوره ليس نورا إلا زهاء ثلث الشهر مع ما يمحوه خسفا مطلقا.
ولكن آية النهار بشمسها ونفس النهار مبصرة وإن أظلته السحاب فانمحى قرصها ، فالنهار لا ينمحي ، إلا إذا كسفت وما أقله كما الخسف للقمر فليعن ـ إذا ـ من كل آية مجموع الآيتين : الليل والقمر ـ الشمس والنهار.
او يقال : لأن الآية هي العلامة فالمراد بمحو آية الليل جعل ظلمتها مشكلة لا يفهم معناها ولا يعلم فحواها لما استأثر الله تعالى بعلمه عن المصلحة المستسرة في ذلك ، وحقيقة المحو طمس اثر الشيء من قولهم : محوت الكتاب إذا طمست سطوره حتى يشكل على القارئ ويخفى على الرائي.
ثم وإبصار آية النهار أن جعلها مكشوفة القناع مبينة الأبصار على خلاف آية الليل إذ جعلها مشرجة الغلاف بهيمة الأطراف.
وقد يعنى الجميع بتأويل ان القمر جعل ممحوا بالنسبة للشمس لا مطلقا ، فالشمس تبصر وهي ايضا تبصر بضوئها ، والقمر يبصر ولا يبصر فانه نور وليس ضوء وقد يعنيه ما تظافر في الاخبار (١) ثم الليل ممحو بظلامه
__________________
(١) تفسير البرهان ٣ : ٤١٠ ـ العلل ابن بابويه بإسناد متصل الى يزيد بن سلام انه سئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ... فما بال الشمس والقمر لا يستويان في الضوء والنور؟ قال : لما خلقهما الله عز وجل أطاعا ولم يعصيا شيئا فامر الله عز وجل جبرئيل ان يمحو القمر فمحاه فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء ولو ان القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح ولما عرف الليل من النهار ولا النهار من الليل ولا علم الصائم كم يصوم ولا عرف الناس عدد السنين والحساب وذلك قول الله عز وجل (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ...).
وفي تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) فمحونا آية الليل قال ـ