يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٩ : ١٢١).
فجزاء الأحسن هو الأحسن ، وجزاء الحسن هو الحسن (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) ثم جزاء السيء والأسوء هو هو دونما زيادة فإنه خلاف فضله وعدله!
رجعة إلى آية النور
ترى ماذا أراد الله بهذا مثلا والشمس أمثل الأمثال لأنوار الهدى ، فهي أخصر تعبيرا وأشمل تفسيرا لمدى هذه الأنوار؟
أنوار الهدى في أهلها ولأهلها أنور من الشمس في رايعة النهار ، فالشمس آفلة كل يوم ومكوّرة أخيرا ، ونور محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والمحمديون لا أفول لها ولا تكدير ولا تكوير ، ونور الشمس محدودة بمنظومتها وتلكم الأنوار تعم كافة المنظومات فإنها هدى للعالمين منذ وجدوا إلى يوم الدين ف :
«إن الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان ، وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار ، وأجرى فيه من نوره الذي نوّرت منه الأنوار ، وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا عليهما السلام ، فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوّن قبلهما ، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتى افترقا في أطهرين عبد الله وأبي طالب (عليهما السلام)(١).
وكيف تمثّل المشكاة بسراجها ، وهي محدودة ، تمثّل أنوار الهدى أكثر
__________________
(١) سفينة البحار ٣ : ٦١٦ ـ الكافي عن احمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ...