يَفْعَلُونَ) قد يخص أفعال العقلاء المختارين من تسبيح وسواه ، أو وأفعال الكافرين الذين هم أعمالهم كسراب أو كظلمات ، أو يعمهما وكل كائن في فعل التسبيح أيا كان أم أي فعل كان.
ولماذا لا يسبح له «من وما» (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)؟ (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) «أيا كان وأيان (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) في الختام!
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) (٤٣).
هنالك نخطو خطوات معرفية إلى بارئ الكون من إزجاء سحاب إلى تأليفه إلى جعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله ، أم بردا ينزل منه ، صورتان تختلفان بسيرة واحدة من مختلف السحاب! «ألم تر» أيها الرسول ثم كل من يرى (أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً) فالإزجاء هو الدفع للانسياق ، والقلع شيئا فشيئا (١) كما (يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ) والسحاب فعال من السحب : الجرّ ، فالسحاب المزجى هو أبخرة المياه الأرضية المزجاة إلى جو السماء.
إن حرارة الشمس ـ وأيّة حرارة ـ تبخّر المياه فوق الأرضية ، ولأن الأبخرة خفيفة ، تزجى وتسحب بجاذبية السماء ، وهذه العملية الفزيائية تعني إزجاء السحاب ، ولأن الله هو المحّول في كل تحويل والمحّور في كل تحوير ، فهو الذي يزجي سحابا ، ليس كصدفة عمياء غير قاصدة ، بل هو سحب وإزجاء قاصد!
__________________
(١) إزجاء السير في الإبل هو الرفق بها حتى تسير شيئا فشيئا ، وكذلك أبخرة الماء الصاعدة المزجاة إلى السماء ، ومنه «بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ» قليلة.