السلطة الإسلامية ، لا دور لهم إلا حالة الذمة والتقية ، وهالة الذلة العارمة.
ولا تدلنا آية الوعد إلّا إلى سلطة عالمية إيمانية ، دون زوال الكفر عن آخره ، وانما زوال سلطته ، فما دام الإختيار باقيا ودوافع الشهوات آفاقية وأنفسية باقية ، ثم لا حمل وتسير على الهدى ، لا يعقل اجتماع الناس جميعا على الهدى (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى ...) (٦ : ٣٥) استحالة الجمع ، إذ ليس الله ليحملهم على الهدى ، ثم هم لا يهتدون جميعا ما دامت عوامل الضلالة باقية ، مهما شملت عوامل الهداية الباهرة مشارق الأرض ومغاربها.
«اللهم وضاعف صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك العترة الضائعة الخائفة المستذلة ، بقية الشجرة الطيبة الزاكية المباركة ، وأعل كلمتهم وأفلح حجتهم ، واكشف البلاء واللّأواء وحنادس الأباطيل والغم عنهم وثبت قلوب شيعتهم وحزبك على طاعتهم ونصرتهم وموالاتهم ، وأعنهم وامنحهم الصبر على الأذى فيك ، واجعل لهم أياما مشهودة وأوقاتا محمودة مسعودة توشك منها فرجهم ، توجب فيها تمكينهم ونصرتهم ، كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل فإنك قلت وقولك الحق : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(١) وهنالك بشارات في كتابات النبيين بشأن الوعود الأربعة تحقيقا في القائم المهدي (عليه السلام) مذكورة بميّزاته الخاصة ودولته المباركة ، سردناها فى «رسول الإسلام في
__________________
(١) في مصباح شيخ الطائفة من زيارة الحسين المروية عن أبي عبد الله (عليه السلام)