١١ (أَوْ صَدِيقِكُمْ) علّه لم تذكر هنا البيوت للفصل بما لا يخص البيوت ، أو لآن الأكل من أكل الصديق لا يختص بيته ، والصديق هنا جمع وياتي مفردا ، وهنا الصداقة الملحقة بالقرابة ، بل القريب حبيب إذا كان صديقا! (١) ف ـ «من عظم حرمة الصديق أن جعله من الأنس والثقة والانبساط وطرح الحشمة بمنزلة النفس والأب والأخ والأبن» (٢).
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً) علّ «كم» هنا يعني الثلاث الأول وأنفسكم وأهالي هذه البيوت فلا عليكم أن تأكلوا جميعا الثلاثة ، ام دون أهاليها (٣) ، الاثنان ، ام كلّ على حده ، ولا عليكم أنفسكم في غيره هذه البيوت أن تأكلوا مع الثلاث جميعا او أشتاتا ، فقد كانوا يتحرّجون الأكل وحدهم ، أمن هذه البيوت وليس فيها أهلوها.
في هذه البيوت الإحدى عشر يجوز الأكل دون إذن ، شرط عدم المنع أو العلم بعدم الرضا ، ولا يجوز في غيرها إلّا بإذن مرضي او رضىّ ، فالداخل بيتا غير هذه التي ذكرت لا يجوز له الأكل إلّا برضى وقدرها ، ولا يكفي تقديم الطعام شاهدا على رضا إلّا بشهادة الحال ، حيث العادة المستمرة أحيانا تلجئ على تقديم طعام أمّاذا دون رضىّ ، فليس الإذن إلا كشفا عن رضى قد يحصل دون لفظ أو عمل ، وقد يأذن لفظا أو عمليا
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٦٢٦ ح ٢٥٠ عن محمد الحلبي قال : سالت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الآية قلت : ما يعني بقوله «او صديقكم» قال : هو والله الرجل يدخل بيت صديقه فيأكل بغير اذنه.
(٢) المصدر ح ٢٥٣ في جوامع الجامع عن الصادق (عليه السلام) ...
(٣) المصدر ح ٢٤٣ في حديث المؤاخاة ... فكان بعد ذلك إذا بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحدا من أصحابه في غزاة او سرية يدفع الرجل مفتاح بيته إلى أخيه في الدين ويقول له خذ ما شئت وكل ما شئت فكانوا يمتنعون من ذلك حتى ربما فسد الطعام في البيت فانزل الله (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً) يعني ان حضر صاحبه او لم يحضر إذا ملكتم مفاتحه.