بمجرد حرارة مروره ...» (١).
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً)(٣).
آلهة قاحلة ، عاجزة ، خاوية زاهلة عن كافة شؤون الألوهة وبدايتها الخلقة وهم (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً)!.
ولا ذبابا : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (٢٢ : ٧٣)(لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) ثم (وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) مهما يضرون بأنفسهم أو ينفعون ، فإنّ ملك الضر والنفع شيء وواقعه بما يحاولون شيء آخر ، فقد يحاولون في ضر لأنفسهم ولا يضرون ، أم في نفع ولا ينفعون ، فإنهم مسيّرون كما هم مخيرون ، ف (إِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ...) (١٠ : ١٠٧).
هنالك معاكسة في شروطات الألوهة بين الله والذين اتخذوهم من دونه آلهة ، ومنها أن الله (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وهم (لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً) فضلا عن أن يملكوا لمن سواهم.
والله (خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) وهم (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ).
__________________
(١) العلم يدعو إلى الإيمان ترجمة محمود صالح الفلكي.