فأين آلهة من إله ، والهة كعابديها أم هي أدنى ، وإله واحد قهار بيده ناصية كل شيء.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً) (٤).
أكذب فرية في تأريخ الرسالات : أن القرآن إفك مفترى! فإذا كان الكذب المفترى على الله يفوق كل كتابات الله ، السالفة ، ويفوق كل كتابة من أي كاتب ، فهل الآفك به فوق خلق الله وفوق الله؟!
قالوا (إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) فرية عليه (ظُلْماً وَزُوراً) لا تقوم على أساس إلّا العناد والخوف على مراكزهم الاجتماعية المستمدة من سياستهم الدينية ، يجنح بهم إلى هذه المناورات الزور ، يطلقونها في أوساط الجمهور ، الذين قد لا يميزون بين الغث والسمين والخائن والأمين ، ولكنه الفرقان يفرق بين حق الوحي وباطل الزور لمن ألقى السمع وهو شهيد
أترى من هم (قَوْمٌ آخَرُونَ)؟ أهم قوم من العرب العرباء؟ وليس هو بشخصه قوما حتى يكونوا هم قوما آخرين! ام هم قوم غير العرب ، فهو من قوم العرب ، وأعانه على قرآنه قوم آخرون غير العرب؟ وكأنهم هم! كسلمان وأصحابه الفرس : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (١٦ :) ١٠٣).
ذلك الفرقان المبين الذي عجز عن الإتيان بمثله ، أو سورة من مثله ، العرب العرباء ، هل هو من اختلاق أمي أعانه عليه قوم آخرون من الفرس ، سلمان وصحبه ، أم (قَوْمٌ آخَرُونَ) هم أهل الكتاب إذ هم كما