يسرون وما يعلنون «انه كان» منذ خلق الخلق وقبله (غَفُوراً رَحِيماً).
أترى «السر» الكائن في القرآن يعم الأخفى؟ قد يكون! : (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (٢٠ : ٧) ف (يَعْلَمُ السِّرَّ) هنا يعم السر وأخفى كما هناك أسرّ من السر العادي.
هذه من دعاياتهم الظالمة الزور الغرور على القرآن ، ومن ثم على رسول القرآن :
(وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً)(٧).
ويكأن رسول الله إلى البشر مستحيل كونه من البشر فيأكل الطعام ويمشي في الأسواق كسائر البشر ، وقضية الحجة القاصمة ان يكون الرسول من جنس المرسل إليهم ، قطعا لأية عاذرة في اختلاف الجنس : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي ...) (٦ :) ١٣).
وحتى لو كان رسول البشر ملكا أم نذيرا مع الرسول البشر لما كان يظهر لهم إلّا بصورة البشر : (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) (٦ : ٩).
إن هؤلاء المقلوبة قلوبهم ، المتحللين عن عقولهم ، يعاكسون أمر حجة الله ، فيستبدلون الحجة من رسول البشر ، بغير حجة ام هي ادنى كرسول الملك ، وانه اعتراض كعاذرة لهم ، مكرور على طول خط الرسالات ، كيف يمكن ان يكون فلان ابن فلان الذي عشناه منذ الطفولة عائشا عيشنا ، آكلا أكلتنا وماشيا في الأسواق مشيتنا ، كيف يمكن أن يكون هو رسولا من عند الله إلينا؟!