واللام هنا قد تعني الغاية ، بيانا للغاية من إشراكهم تقصدا ، حيث الإشراك خلاف الفطرة فلا بد من التخلف عنها من غاية.
واخرى تعني امر التهديد ك (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٤١ : ٤٠) (اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ) (١١ : ٩٣) والجمع بينهما اجمع وأجمل.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) ٦٧.
ألم يروا آيات الله ونعمه في الآفاق وفي أنفسهم؟ فان لم يروها (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً ..)؟ جعلا تكوينيا وتشريعيا مهما حصل فيه أو يحصل من اللّاأمن واقعيا خلاف الشرعة الإلهية ، حيث واقع الأمن فيه ـ على أية حال ـ أكثر مما سواه ، وشرعة الأمن فيه لا تقاس بما سواه!
(حَرَماً آمِناً) نفسه عن الهجمات والتهديمات ، وآمنا فيه كل عاكف وباد «و» الحال انه (يُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) تخطفا دونما أي تعطّف في أموالهم وأعراضهم وأنفسهم ، فلقد كان أهل الحرم المكي ـ ويكونون ـ يعيشون آمنين ، يعظمهم الناس من أجل الحرم المحترم ، ومن حولهم القبائل تتناحر وتتخطف ، فلا تجد الأمان إلّا لجأ إلى الحرم ، فيا عجبا أن يجعلوا من بيت الله مسرحا ومأمنا لباطل الأصنام إيمانا بها «أفبالباطل» معبودا سوى الله أيا كان «يؤمنون» ثم (وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) والكفر بنعمته هو الذي أدخلهم جحيم الكفر بوحدته افتراء عليه كذبا :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) ٦٨.
اللهم لا أظلم (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ)