كانت فارس ظاهرة على الروم مما كان يحبه المشركون ، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم على الفارس لأنهم اهل كتاب يشاركونهم في التوحيد والايمان الكتابي ، فلما أنزلت (غُلِبَتِ الرُّومُ ..) قالوا ـ فيما قالوا ـ : يا أبا بكر إن صاحبك يقول : ان الروم تظهر على فارس في بضع سنين؟ قال : صدق ، قالوا : هل لك ان نقامرك؟ فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين فمضت السبع ولم يكن شيء ففرح المشركون بذلك فشق على المسلمين فذكر ذلك للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال : ما بضع سنين عندكم؟ قالوا : دون العشر ـ قال : اذهب وازدد سنتين في الأجل ، قال فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس (١) وقد غلب المسلمون حينه ببدر ففرح بذلك المؤمنون فرحتين»(٢).
__________________
(٢). المصدر أورد بهذا المضمون أو ما يقرب منه أحاديث عدة عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(٣) المصدر ومما أخرجه فيه بهذا الصدد ما عن ابن عباس في الآية قال : قد مضى كان ذلك في أهل فارس والروم وكانت فارس قد غلبتهم ثم غلب الروم بعد ذلك والتقى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع مشركي العرب والتقى الروم مع فارس فنصر الله النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن معه من المسلمين على مشركي العرب ونصر اهل الكتاب على العجم ، قال عطية وسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك فقال : التقينا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومشركي العرب والتقت الروم وفارس فنصرنا على مشركي العرب ونصر أهل الكتاب على المجوس فذلك قوله : ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. وفيه (١٥٢) اخرج ابن جرير عن عكرمة ان الروم وفارس اقتتلوا في ادنى الأرض ـ قال : وادنى الأرض يومئذ أذرعات بها التقوا فهزمت الروم فبلغ ذلك النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه وهم بمكة فشق ذلك عليهم وكان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يكره ان يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم وفرح الكفار بمكة وشتموا فلقوا اصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقالوا انكم اهل ـ