دركاتهم في الأولى ومن التفرق الأول :
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) ١٥.
الروضة هي مستنقع الماء والخضرة وهي في الجنة : (... وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (٤٤ : ٢٢) و (رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ) هي محاسنها وملاذها بمياهها وخضرها وسائر مشتهياتها مادية وسواها.
و «يحبرون» من الحبر : الأثر المستحسن ، فقد تعني انهم يظهر عليهم حبار نعيمهم ككلّ من ملاذ سمعية وبصرية وذوقية ولمسية وشمية أمّاهيه من مادية أو روحية دون إبقاء ، فإنهم هناك ضيوف الله وفي دار كرامة الله ، فلا حدّ لحظوتهم.
ليس انهم يلتذون بما كان محرما عليهم يوم الدنيا ، بل بالحلّ المستدام بكل وئام وإكرام وقد «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة قال الله : اين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان ميزوهم في كثب المسك والعنبر ثم يقول للملائكة أسمعوهم من تسبيحي وتحميدي وتهليلي ، قال : فيسبحون بأصوات لم يسمع السامعون بمثلها قط» (٦).
__________________
(٦) الدر المنثور ٥ : ١٥٣ ـ اخرج الديلمي عن جابر قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ... وفيه اخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اني رجل حببت إلى الصوت الحسن فهل في الجنة صوت حسن؟ فقال : اي والذي نفسي بيده ان الله يوحي الى شجرة في الجنة ان اسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكرى عن عزف البرابط والمزامير فترفع بصوت لم يسمع الخلائق بمثله من تسبيح الرب وتقديسه ، وفيه اخرج الحكيم الترمذي عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من استمع إلى صوت ـ